لم تصبح نظارات الواقع المعزز جزءًا من حياتنا اليومية بعد، وغالبًا ما تظل أجهزة الواقع الافتراضي في المنزل. ولكن، هناك فئة تكون متوسطة وتتجاوزه إلى آفاق أعلي.
النظارات الذكية. وأغلب هذه النظارات لا تحتوي على شاشات. نظارات Meta’s Ray-Bans، والتي تأتي ضمن موجة الأجهزة القابلة للارتداء التي ظهرت فجأة في عام 2024، مزودة بذكاء اصطناعي يمكّنها من “رؤية” ما تراه بواسطة كاميراتها. تستطيع كل من نظارات Meta ودبوس الذكاء الاصطناعي من Humane التقاط صور للعالم من حولنا، ثم تحليلها بالذكاء الاصطناعي والرد علينا بالصوت.
لقد أصبحت نظارات ميتا جزءًا لا يتجزأ من حياتي اليومية. تتميز بكونها عملية وبطريقة ما، تغير من طريقة تفاعلي مع العالم. غالبًا ما أنسى أنها موجودة على وجهي، ولكن في لحظة ما، أجد نفسي أتحدث إلى الهواء وأنقر على إطار النظارات لالتقاط صورة، وأدرك حينها كم أصبحت معتمدًا على هذه التقنية. وعندما أعود إلى نظارتي العادية، أشعر بالحنين إلى تلك الميزات الذكية، كما لو كانت جزءًا مني.
في عالم تتواجد فيه الأجهزة القابلة للارتداء الصغيرة المزودة بالذكاء الاصطناعي مع نظارات الواقع الافتراضي الضخمة، تبرز النظارات الذكية كحل وسط مثالي. إنها تمثل نقلة نوعية جديدة وغير مكلفه، وغالبًا ما تكون أكثر عملية من الساعات الذكية. ما عليك سوى الحصول على النظارات المناسبة لك وارتدائها باستمرار، وستكتشف كيف تصبح هذه النظارات جزءًا من تجربتك اليومية، حتى تنفد البطارية.
تشبه النظارات العادية
تمتاز نظارات Ray-Ban الجيل الثاني من Meta بمظهر يشبه إلى حد كبير النظارات العادية. تتميز بأذرع أكثر سمكًا ومتانة مقارنةً بنظاراتي اليومية ذات الطراز القديم، ومع ذلك، يظل الكثيرون دون علم بأنها تحتوي على تقنية متقدمة عندما أضع هذه النظارات السوداء الأنيقة. فقط الخبراء في مجال التكنولوجيا يمكنهم تمييزها بعد فترة وجيزة.
والأفضل من ذلك، أنها تتماشى مع ذوقي الشخصي. قدمت Meta تشكيلة واسعة من التصاميم، بما في ذلك الإطارات الدائرية وتصميم Skyler بشكل عين القطة. تتوفر بألوان ودرجات شفافية متنوعة، بالإضافة إلى خيارات متعددة للعدسات الملونة. والأروع من ذلك كله، إمكانية تزويدها بعدسات طبية. لقد تمكنت من تلبية احتياجاتي لعدسات القراءة المتعددة الاستخدمات وتصحيح قصر النظر، مما جعل هذه النظارات الذكية خيارًا عمليًا للاستخدام اليومي. وهي أيضًا مريحة للغاية.
من المهم أن أتذكر دائمًا أنني أرتديها. على الرغم من أن نظارات Meta مقاومة للماء لدرجة معينة، إلا أنها ليست مصممة لتكون ضد الماء. لا أفضل السباحة وأنا أرتدي نظارتي على أي حال، لكن من الأفضل أيضًا تجنب ارتدائها تحت الأمطار الشديدة.
النظارات تعمل كسماعات لاسلكية
تؤدي هذه النظارات وظيفة مزدوجة كسماعات لاسلكية عبر تقنية Bluetooth، حيث ترتبط بسهولة بأجهزة iOS أو Android وتترتبط مع تطبيق Meta View الذي مصمم أيضًا لتزامن الصور. تفاجئني مكبرات الصوت المدمجة في الأذرع بجودة صوتها العالية وقلة تسريب الصوت، مما يجعل من الممكن الاستماع إلى الموسيقى أو إجراء المكالمات دون إزعاج من حولي.
على الرغم من أن الصوت لا يضاهي جودة سماعات الأذن المتخصصة، وخاصة في النغمات الجهيرة، فإن مكبرات الصوت توفر مستوى صوت كافٍ للاستماع الشخصي، ولكن قد يصعب سماعها عندما يكون حولك ضوضاء نظرًا لعدم وجود خاصية إلغاء الضوضاء. تتميز النظارات بأدائها الممتاز في المحادثات والبث الصوتي والمكالمات، وتحتوي على مجموعة ميكروفونات تضمن جودة صوت واضحة للمستخدم.
تساهم الميكروفونات المتعددة في خلق تجربة صوتية مثيرة عند تسجيل الفيديو، مما يجعل الصوت البيئي يبدو وكأنه يحيط بك عند مشاهدة التسجيلات.
يأتي الذراع الأيمن للنظارات مزودًا بلوحة لمس تحتوي على شريط تمرير للصوت وخاصية النقر للتحكم في التشغيل. يمكن الرد على المكالمات بنقرتين، ويؤدي النقر المستمر إلى تفعيل قائمة تشغيل مفضلة على Spotify أو Apple Music.
تعمل ككاميرا لتوثيق الذكريات
تتميز هذه النظارات بقدرتها على توثيق اللحظات من خلال تسجيل الصور والفيديوهات لمدة دقيقة واحدة، مما يجعلها مثالية للسفر. خلال زياراتي لاهرمات الجيزه وابو الهول، استطعت التقاط الذكريات بسلاسة طوال اليوم - حتى أثناء ركوب الجمال - بشكل أكثر طبيعية من استخدام الهاتف. اصطحبتها معي في رحلات السفاري والتخييم. لقد أصبحت هذه النظارات جزءًا من تجربتي، وتمنحني نظرة على مستقبل تقنيات الواقع .
تقتصر النظارات على التقاط الصور بالوضع العمودي، مما يناسب منصات مثل Instagram وTikTok، لكنها قد لا تكون الخيار الأمثل للعرض على شاشات التلفزيون. جودة الفيديو لا تضاهي تلك الموجودة في أحدث الهواتف الذكية، لكنها تفوق التوقعات وتقدم أداءً جيدًا للمشاركة، خاصة في الإضاءة المنخفضة. كما توفر استقرارًا ملحوظًا أثناء الحركة.
عندما تقول "مرحبًا ميتا، التقط صورة/فيديو" أو بالضغط المستمر على زر الغلق الصغير يمكنك التقاط الصور بأمر صوتي . حتى بدون الهاتف، تعمل الأوامر الصوتية بكفاءة، مما يسمح لي بتسجيل لحظات بسهولة. تبدو هذه اللقطات وكأنها ذكريات طبيعية، أكثر من مجرد استخدام الهاتف لالتقاطها. على الرغم من أن مدة التسجيل محدودة بدقيقة واحدة، إلا أنها كافية لمعظم الاوقات. يمكن للنظارات أيضًا البث المباشر على Instagram والعمل مع مكالمات WhatsApp وMessenger، وقد يتم دعم FaceTime في المستقبل.
بالنسبة للخصوصية، تتميز الكاميرا بتصميم خفي لا يمكن ملاحظته بسهولة، وإشارة LED بيضاء وصوت غالق عند التسجيل، مما يجعلها غير ملحوظة في العديد من الأماكن. يجب توخي الحذر عند استخدامها في الأماكن الخاصة. يمكن إيقاف تشغيل النظارات بالكامل عبر مفتاح داخلي، ولكن لا يوجد غطاء فعلي للكاميرا.
تتم مزامنة الصور والفيديوهات مع تطبيق Meta عبر Wi-Fi، ويمكن إضافتها إلى مكتبة الصور أو إدارتها داخل التطبيق.
عالم الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء
حيث تتحول النظارات إلى تقنية ذكاء اصطناعي يمكن ارتداؤه، شبيه بـ Humane’s AI Pin و Rabbit R1. هذه النظارات، على الرغم من أنها في مراحلها الأولى وتواجه بعض التحديات، تقدم تجربة مستخدم مقبولة للارتداء اليومي. في الولايات المتحدة وكندا، يضيف الوضع التجريبي استجابات ذكاء اصطناعي إبداعية لأي سؤال قد تطرحه. سواء كانت أسئلة علميه، أو حتى طلب تأليف مسرحية قصيرة، تقدم النظارات إجابات قد تكون مذهلة، مضحكة، أو غريبة.
ميزات الذكاء الاصطناعي في Meta تقدم وظائف عملية تشبه مكبرات الصوت الذكية أو Siri أو Google Assistant، لكن بإمكانيات أكثر تقدمًا. خلال تجوالي في منطقتي، وجدت نفسي أجري محادثات مع النظارات، حيث يمكن تفعيلها بقول "Hey Meta" أو بالنقر على الإطار. النظارات تستمع وتستجيب بشكل مستمر، مما يجعل التفاعل يبدو طبيعيًا. الذكاء الاصطناعي "متعدد الوسائط" يستخدم ما تراه النظارات لتوليد المعلومات، مثل ترجمة النصوص أو تحديد الأشياء، مما يجعل النظارات تبدو كأنها جزء من مستقبل الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء.
تجربة الذكاء الاصطناعي هذه تذكرنا بفيلم "Her"، حيث تشعر بأن لديك مرشدك الشخصي . لكن هذه الرفقة لها حدودها، فعلى سبيل المثال، لتفعيل وضع الكاميرا يجب قول "مرحبًا ميتا، انظر و..."، وهو ما قد يبدو غير عملي. وهناك تأخير بسيط أثناء معالجة الطلبات، مما يجعلك تنتظر الرد وكأنك في حالة توقف مؤقت.
تبدو أصوات الذكاء الاصطناعي من Meta وكأنها بشرية إلى حد ما، لكن التفاعلات تظل محدودة وأحيانًا تصل الي تكون منعدمه. ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي لا يزال محدودًا بسبب عدم قدرته على الوصول إلى تطبيقات أخرى. يمكنني إجراء المكالمات والرسائل والوصول إلى Apple Music، لكن لا يمكنني استخدام Siri أو طلب سيارة Uber أو التحقق من طلبات Amazon. لا تزال هناك حاجة إلى تطور جديد يشبه الانتقال الذي حدث مع الساعات الذكية لتصبح امتدادًا للهاتف.
وأخيرًا، هناك لحظات محرجة حيث يمكن أن تتحدث النظارات فجأة، مما يذكرنا بأهمية إدارة التنبيهات على الأجهزة الشخصية. ولهذا السبب، أجد نفسي أحيانًا أعود إلى نظاراتي العادية، خاصةً بسبب عدد ساعات عمر البطارية للنظارات الذكية.
خاتمة
أتاحت لي نظارات Meta تجربة فريدة ومثيرة، حيث تعدت كونها مجرد إضافة لمجموعة أدواتي اليومية، لتقدم لمحة عن مستقبل التكنولوجيا. ترافقني هذه النظارات في كل مكان، وتقدم لي Meta ميزات الذكاء الاصطناعي كإضافة ثانوية، مما يجعل الوظائف الأساسية للكاميرا والصوت هي المميزات الحقيقية.
هذه النظارات هي الخطوة الأولى نحو مستقبل يجمع بين الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن تتضمن شاشات عرض وتفاعلات متقدمة مع الحركة واللمس. حاليًا، توفر هذه النظارات تجربة ممتعة ومقبولة من قبل، وتعد بمستقبل جديد ومشرق.
ارتداء هذه النظارات يعني الاندماج في تجربة Meta التكنولوجية المتطورة، وهو ما ينطبق على جميع التقنيات المتصلة الجديدة. أرجو أن تكون متفهمًا، فقد تجد نفسك جزءًا من هذا العالم التكنولوجي الجديد قريبًا.