في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، قام باحثون بكشف إنجاز كبير في مجال الذكاء الاصطناعي. تم تطوير شريحة شبكة عصبية تستهلك طاقة منخفضة بشكل مذهل، حيث تستهلك أقل بعشر مرات من وحدة معالجة الرسومات المحمولة . هذا الابتكار يعد ثورة في عالم الهواتف الذكية، حيث يمكن أن يحسن أداء التطبيقات الذكية ويوفر استهلاكًا أقل للطاقة.
فريق من الباحثين بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أحدثوا طفرة في مجال الذكاء الاصطناعي بتطوير شريحة عصبية متطورة تعمل بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة، حيث تقلل الاستهلاك بنسبة كبيرة مقارنةً بوحدات معالجة الرسومات التقليدية. هذا التقدم يجعل الأجهزة الذكية أكثر قدرة على أداء مهام الذكاء الاصطناعي بفعالية أكبر. وقد أُطلق على هذه التقنية اسم "Eyeriss"، مما يشير إلى بداية عصر جديد في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
تم الإعلان عن هذا الابتكار في المؤتمر الدولي لدوائر الحالة الصلبة في سان فرانسيسكو، حيث أشار الباحثون إلى أن أحدث التقدم في الذكاء الاصطناعي يأتي من خلال الشبكات العصبية التلافيفية، وهي شبكات معقدة من وحدات المعالجة التي تحاكي بنية الدماغ البشري.
الشبكات العصبية التلافيفية تُحاكي عمل الدماغ بشكل أفضل
"كشف الباحثون عن قدرة الشريحة ذات الاستهلاك المنخفض للطاقة على أداء وظائف معقدة في مجال التعرف على الصور. هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها شبكة عصبية متقدمة على شريحة مصممة خصيصًا لهذا الغرض. تتميز تقنية 'إيريس' بكونها موفرة للطاقة بشكل فريد. تستهلك 'إيريس' فقط عُشر الطاقة مقارنةً بوحدات معالجة الرسومات المحمولة التقليدية، مما يجعلها الخيار المثالي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنقلة."
اكتشاف سر الذكاء الاصطناعي منخفض الطاقة
"تتبع تقنية 'إيريس' استراتيجيات مبتكرة لتقليل استهلاك الطاقة إلى الحد الأدنى. بخلاف النمط السائد في وحدات معالجة الرسومات، تمتلك 'إيريس' 168 نواة، كل منها مزود بذاكرة مستقلة، مما يقلل الحاجة إلى الاتصالات الطويلة والمكلفة طاقيًا مع الذاكرة المركزية الكبيرة.
قبل نقل البيانات للمعالجة المركزية، يتم ضغطها لتوفير الطاقة. وتضمن دائرة التفويض المبتكرة أن كل نواة تتلقى الحد الأقصى من المهام التي يمكنها معالجتها دون الحاجة للوصول إلى بيانات إضافية. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك كل نواة في 'إيريس' القدرة على التواصل مباشرةً مع النوى المجاورة، مما يسمح بتبادل البيانات محليًا ويقلل من الحاجة إلى الاعتماد على الذاكرة المركزية."
مستقبل الذكاء الاصطناعي المحمول يبدأ مع Eyeriss
تمول وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA) جزئيًا بحثًا يستند إلى تقنيات الشبكات العصبية، والتي كانت محور اهتمام مبكر في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السبعينيات. في تلك الفترة، كان يُعتقد عادةً أن الشبكات العصبية تستهلك طاقة كبيرة جدًا لتطبيقات الهواتف المحمولة. ومع ذلك، يُزعم الآن أن تقنية Eyeriss قد تكون ذات فائدة كبيرة في تطبيقات متنوعة، مثل التعرف على الصور والصوت وتحديد الهوية عبر الوجوه.
يُمكن لشرائح Eyeriss أن تُضاف إلى الهواتف الذكية، مما يُسهم في تحسين الأداء والأمان ويُقلل من الاعتماد على الاتصال بشبكات Wi-Fi أو استهلاك بيانات الهاتف المحمول. هذا يعني أنه يُمكن معالجة المهام الذكية محليًا على الجهاز نفسه.
وما يجعل Eyeriss أكثر فائدة هو أنه لا يحتاج إلى بدء التعلم من الصفر. يُمكن نقل شبكات عصبية مُدربة مُسبقًا إلى الجهاز المحمول. ويُشير الباحثون إلى أن هذه الشبكات ستكون مفيدة بشكل خاص للروبوتات المستقلة التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
على الرغم من عدم وجود جدول زمني محدد لإدخال شريحة Eyeriss إلى الأجهزة التجارية، إلا أن وجود أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع وهو عالم بشركة NVIDIA قد يُسرع من هذه العملية.
خاتمة
شريحة Eyeriss تمثل خطوة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي المحمول، حيث يمكن للأجهزة أن تُجري مهام الذكاء الاصطناعي بكفاءة أكبر وباستهلاك طاقة أقل. وما يجعل Eyeriss أكثر فائدة هو أنه لا يحتاج إلى بدء التعلم من الصفر، حيث يُمكن نقل شبكات عصبية مُدربة مُسبقًا إلى الجهاز المحمول. على الرغم من عدم وجود جدول زمني محدد لإدخال شريحة Eyeriss إلى الأجهزة التجارية، إلا أن وجود أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع قد يُسرع من هذه العملية. نحن على أعتاب عصر جديد من التكنولوجيا، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون جزءًا من حياتنا اليومية بشكل أكبر وأكثر فعالية .