📁 آخر الأخبار

مستقبل تكنولوجيا القطارات المعلقة في الصين - ثورة في النقل الحضري

في السادس من أغسطس، أعلنت وزارة النقل الصينية عن خطط لتحديث البنية التحتية للمواصلات بإصدارها "توجيهات لتعزيز تطوير بنية تحتية جديدة في قطاع النقل". ضمن هذه التوجيهات، تم التركيز على تطوير وتجربة أنظمة نقل متطورة مثل القطارات المغناطيسية العائمة التي تصل سرعتها إلى 600 كيلومتر في الساعة، مما يعد خطوة نحو تحقيق نظام نقل ذكي.



من المتوقع أن يؤدي استخدام هذه التكنولوجيا في المستقبل إلى تنويع وسائل السفر، وتقليل الوقت والتكاليف المرتبطة به بشكل كبير. على سبيل المثال، الرحلة بين بكين وشانغهاي، التي تستغرق حاليًا حوالي 3.5 ساعة، ستصبح أقصر بكثير.من الرحلات التي كانت تجري بسرعة 200 كيلومتر في الساعة إلى تلك التي تصل الآن إلى 350 كيلومتر في الساعة، تتطور الصين بسرعة نحو مستقبل السكك الحديدية الفائقة السرعة. 

حاليًا، يجري تطوير مشروع جديد للقطارات الفائقة السرعة التي من المتوقع أن تصل سرعتها إلى 400 كيلومتر في الساعة. تُظهر هذه الخطوات التزام الصين بالابتكار في مجال النقل السريع، حيث تمتلك بالفعل تقنيات متقدمة وخبرة واسعة في هذا المجال. وفقًا لأحدث البيانات من شركة السكك الحديدية الصينية، بلغ إجمالي الأميال المشغلة للقطارات الفائقة السرعة في البلاد 36,000 كيلومتر بحلول نهاية يوليو 2020.


تطوير القطارات المغناطيسية فائقة السرعة في الصين




وو دونغهوا، النائب الأول للمهندسين في شركة CRRC الصينية، أكد على أهمية تطوير القطارات المغناطيسية فائقة السرعة في تعزيز مكانة الصين كرائدة في تكنولوجيا النقل بالسكك الحديدية. هذا التطور يسهم في الحفاظ على تفوق الصين في هذا المجال ويدعم جهودها نحو تأسيس نظام نقل قوي ومتطور.

الدراسات المتخصصة تشير إلى أن السرعة القصوى الآمنة للقطارات فائقة السرعة تصل إلى 400 كيلومتر في الساعة. ومع ذلك، يمكن لتقنية القطارات المغناطيسية فائقة السرعة (ماجليف) أن تتجاوز هذه الحدود، مما يسمح بتحقيق سرعات تشغيل آمنة تصل إلى حوالي 600 كيلومتر في الساعة. هذه القطارات تملأ الفجوة بين السكك الحديدية فائقة السرعة والنقل الجوي، وتوفر بنية تحتية للنقل متعددة الأبعاد تتميز بالكفاءة والمرونة، مما يعزز الربط بين النقل الجوي والسكك الحديدية والمغناطيسي والحضري.

أطلقت الصين في يوليو عام 2016،  نظام تطوير نقل مغناطيسي فائق السرعة يعرف باسم "ماجليف"، والذي يمكنه السير بسرعة تصل إلى 600 كيلومتر في الساعة. بعد أربع سنوات من البحث العلمي، تم تحقيق اختراق في سلسلة من التقنيات الأساسية لهذا النظام.

في 21 يونيو من سنه 2020 نجحت الصين في اختبار نموذج للقطار المغناطيسي المعلق، حيث وصلت سرعته إلى 600 كيلومتر في الساعة على الخط التجريبي باستخدام تقنية الارتفاع المغناطيسي في مدينة شانغهاي. هذا النظام يعتمد على تقنية الموصلية الفائقة ويستخدم قطارات تعمل بالمغناطيسات فائقة التوصيل والمغناطيسات الكهربائية على المسارات. أثناء تحرك القطار، يتم ضخ تيار في المسار والقوة الناتجة عن هذه العملية ترفع القطار بحوالي 100 ملم، مما يزيل الاحتكاك بين القطار والمسار ويسمح له بالتحرك بسرعة كبيرة. يعد هذا النظام أحدث ابتكار في قطاع السكك الحديدية عالية السرعة في الصين، ويمكن أن يكون أسرع وسيلة نقل على سطح الأرض في الوقت الحالي.


مواصفات القطار المغناطيسي فائق السرعة



القطار المغناطيسي الفائق السرعة يُعد ثورة في مجال النقل، حيث لايوجد به العجلات التقليدية ويتحرك دون احتكاك مباشر بالقضبان، مما يقلل من أصوات الضوضاء والاهتزاز أثناء التحرك. كما أنه آمن من حيث التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي، ويقدم للركاب تجربة سفر محسنة بفضل تقنيات القيادة والخدمات الذكية.

بحسب ما أعلنته شركة CRRC الصينية، من المتوقع أن يظهر النموذج الأولي للقطار المغناطيسي الذي يصل سرعته إلى 600 كيلومتر في الساعة بحلول نهاية عام 2020. هذا التطور يُمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الصين للريادة في مجال التكنولوجيا المغناطيسية الفائقة السرعة والقدرات الهندسية المتكاملة.

 إليك جدول يلخص مواصفات القطار المغناطيسي الفائق السرعة:

الميزة     الوصف                                                                
السرعةتصل إلى 600 كيلومتر في الساعة
التصميمبدون عجلات تقليدية، يتحرك دون احتكاك مباشر بالقضبان
الأمانانخفاض احتمالية الانحراف عن المسار، آمن من حيث التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي
الراحةتجربة سفر محسنة بفضل تقنيات القيادة والخدمات الذكية
البيئةيقلل من تلوث الهواء بسبب عدم حرق الوقود
الصيانةأقل تكلفة في التشغيل والصيانة بسبب غياب الاحتكاك المتدحرج
الهدوءيوفر رحلة هادئة وسلسة للركاب
المناخيمكنه التعامل مع درجات حرارة أعلى من القطارات التقليدية


هذه المواصفات تجعل القطار المغناطيسي الفائق السرعة وسيلة نقل متقدمة ومستقبلية، تعد بتحويل مفهوم السفر والتنقل.


خاتمة 

في ختام هذه المقالة، يمكن القول إن القطارات المغناطيسية فائقة السرعة تمثل نقلة نوعية في مستقبل النقل العالمي. تُظهر الجهود المبذولة من قبل الصين في تطوير هذه التكنولوجيا التزامًا راسخًا بالابتكار والتميز الهندسي، مما يعكس رؤيتها لتحقيق نظام نقل متكامل وفعّال يخدم الأجيال القادمة. مع تحقيق سرعات تفوق القطارات التقليدية وتقديم مستويات عالية من الراحة والأمان، تسعى الصين لتعزيز مكانتها كقوة رائدة في مجال النقل السريع.

من خلال الاستثمار في البحث والتطوير، وتحقيق اختراقات تقنية مهمة، تمضي الصين قدمًا نحو تحقيق رؤيتها لمستقبل يسوده الكفاءة والاستدامة. يُعد النجاح في اختبار النموذج الأولي للقطار المغناطيسي الذي يصل سرعته إلى 600 كيلومتر في الساعة دليلًا على الإمكانيات الهائلة التي تحملها هذه التكنولوجيا، والتي من شأنها أن تُحدث ثورة في الطريقة التي نفكر بها عن السفر والتنقل.

بينما تواصل الصين توسيع شبكتها الوطنية للقطارات فائقة السرعة، فإن العالم يترقب بإعجاب التقدم الذي تحققه في مجال النقل المغناطيسي. ومع تطلعنا إلى المستقبل، نتوقع أن تلعب هذه التكنولوجيا دورًا محوريًا في تشكيل ملامح النقل العالمي، وتقديم حلول مبتكرة تلبي الحاجة المتزايدة للتنقل السريع والمستدام.

تعليقات